نبذة عن الكتاب: صدر الكتاب عام 2014 عن دار Blue Rider Press. يتحدّث الكاتب روبرت باير، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن قصة مطاردته للقائد الحاج عماد مغنية استناداً إلى 21 قانوناً لما وصفه بـ "الاغتيال المثالي".
مقتطفات من الكتاب تتحدّث عن القائد الحاج عماد مغنية:
"... قضيتُ أفضل سنوات عمري وأنا أقتفي أثره، ورُغم أنني لم أره قطّ إلا أننا كُنّا عدوّين حميمَين. فيما يلي قوانينه، كما أفهمها. وكذلك حياته، لأنّه كان يعيشُ وفق القوانين. وكذلك حياتي، لأنني عشتُ لوقتٍ طويل في عالمٍ من اختراعه...."
"... عاش الحاج رضوان حياة راهب، أو على الأقل سعى لأن يعيش هكذا حياة في الأيام الأولى. كان يُفضِّل الصعود في سيارات الأجرة المشتَرَكة بدلاَ من سيارته الشخصية وكان يعيشُ في شققٍ صغيرة ومحصورة تخلو من أجهزة التبريد أو التدفئة المركزية. تحاشى الحاج رضوان مطاعم بيروت الزاهية ونواديها الليلية التي يرتادها مُحبّو الظهور وتفادى جميع الرموز المرتبطة بالأشرار وأصحاب النفوذ في بيروت. وعليه، حرّر الحاج رضوان نفسه وانكبّ على تنفيذ عمله الذي تمثّل في اغتيال أعدائه. لم يسمح الحاج رضوان بورود اسمه على لوائح التنظيم الداخلية التابعة لحزب الله. نادراً ما كان يضطرُّ لزيارة إحدى مُنشآت حزب الله الرسمية، وإذا برزت حاجةٌ لذلك كان يُخطّط مُسبقاً بأن يُرافقه أحد ما ويُسهّل له اجتياز الحرّاس. لا أسئلة ولا أجوبة. بدا الحاج رضوان كرجلٍ دخل للتوّ من الشارع"...
"... كان يهتمُ الحاج رضوان بالقوة فقط، بالاستيلاء والمحافظة عليها. لهذا السبب، لم يصطنع الحاج رضوان نزاعاتٍ حول إهاناتٍ شخصية أو أذياتٍ تاريخية أو نزوات. حينما قتل الإسرائيليون أخاه، لم ينتقم الحاج رضوان. بمقتضى الضرورة والتصميم، كيّف الحاج رضوان الاغتيال كي يحصل على أهدافٍ ملموسة ومُحدَّدة جيداً: السيطرة على موقعٍ إستراتيجي، اغتيال قائدٍ فعّال لتوهين عزيمة قوّات العدوّ، وتوجيه ضربةٍ إلى أضعف نقطةٍ للعدوّ بهدف تمزيق صفوفه".
"... قد أتقن فعلاً الرقصة الحميمة بين السياسة والقتل ولم يكن يُضيِّع رصاصةً واحدة أو يُفرِّط بها. كان الحاج رضوان الثعلب الحقيقي (كما في رواية فريدريك فورسايث "يوم الثعلب")، ومن النادر جداً أن يوجد شخصٌ لا يستطيعُ الحاج رضوان الوصول إليه. ما أودُّ قوله هو: لو أنّ الحاج رضوان قرّر في يومٍ من الأيام قتل تشاك، فإنّ صندوق شحنٍ من ألغام Claymore بأكمله لن يقف في وجهه".
"... استغرق الأمر بعض الوقت، ولكنّنا أدركنا بسرعة أنّ الحاج رضوان رجلٌ تكتيكيٌ يُوازي أفضل رجال التكتيك في التاريخ. جمع سيارةً عادية وطنّاً من المتفجِّرات وانتحارياً فحوّلهم إلى صاروخٍ موجَّه فهزم بذلك الإسرائيليين في ميدان القتال وأنجز ذلك دون تكلفةٍ تقريباً. كان قد أخرج الغرب من لبنان بنفس الطريقة سابقاً. استطاع الحاج رضوان إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية في يومٍ واحد على المارينز منذ الحرب العالمية الثانية ممّا أجبرنا على ضبط الأسلوب الذي نُقاتل به".
"... بطريقةٍ مقلقة ومثل قيصر في بلاد الغال، علّم الحاج رضوان نفسه كيف يُوجّه العنف بدقّة ليستهدف بشكلٍ فعّال الأهداف العسكرية المحدّدة بوضوح. جمع بين التطبيق المحكَم لعنصر المفاجأة والسرعة والدقّة رامياً أعداءه في دوامةٍ من الاضطراب والانسحاب. حينما كانت تسنح الفرصة، كان يُفضِّل تقييد العنف برجلٍ واحد وقد أدرك بحدسه أنّ الطيْف غير المتوقَّع للعنف الدقيق والفعّال يُثير ردّة فعلٍ في الإنسان. إنّه خوفٌ بدائي يتجاوز كلّ أنواع العنف الأخرى.