نبذة عن الكتاب: صدر الكتاب عام 2002 عن دار Three Rivers Press. يروي مؤلف الكتاب روبرت باير وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تفاصيل حياته المهنية كجنديٍّ في "حرب وكالة المخابرات الأمريكية المركزية (CIA)على الإرهاب" مع تركيزٍ خاص على عمله في الشرق الأوسط وسعيه للكشف عن هويّة المسؤولين عن تفجير السفارة الأمريكية في بيروت.
مقتطفات من الكتاب تتحدّث عن القائد الحاج عماد مغنية:
"... في الظلام رأيت ظلاً يقترب منّا. كان يمشي في المنطقة المفتوحة بخطٍ غير مستقيم لكي يجتاز الألغام. مع مرور الوقت بدت ملامح الظل بالبروز: كان رجلاً ذا لحيةٍ مشذّبة بعناية ويلبس قميصاً وبنطال جينز وحذاء رعاة البقر. سوف أناديه عصام. تعانق عصام وجان، وسأله الأخير عن أولاده الذين كان يعرف ستّتهم بالاسم. أخبره جان عن سبب مجيئنا وقلت له بشكلٍ مباشر أنني أردت القبض على شخصٍ يسكن في عين الدلبة. سألني عصام: "هل تعرف شيئاً عن عين الدلبة؟" لا أظنّ أنّه تهيّب من الفكرة ولكنّه أراد أن يُحلِّل شخصيتي. تجاهلته وقلت: "أريد عماد مغنية". نظر عصام إليّ بتمعُّن والتفت إلى جان قائلاً: "هل هو جاد؟" هزّ جان رأسه بالإيجاب فالتف عصام مجدداً إليّ وقال: "سوف أقتله لقاء ألفيّ دولار، وتدفع لي ألفاً سلفاً." "لا بل أريده حياً." "إذاً اعثر على شخصٍ آخر ...." "... كان عماد مغنية لُغزاً. وفقاً لاستمارة طلب جواز السفر الخاصة به، فإنّه قد وُلد في العام 1962 في طيردبا وهي إحدى القرى التي تُعاني من الفقر الشديد في جنوب لبنان، ولكنّ هذه المعلومة بحدِّ ذاتها لم تكن مؤكَّدة. اكتشفنا أنّ مغنية كان قد ترعرع في منزلٍ مؤقَّت مبنيّ من الطَّوب ويفتقد إلى المياه الجارية في عين الدلبة إحدى أفقر مناطق الضاحية الجنوبية الواقعة على حدود مطار بيروت. كان ذلك المنزل هو أفضل مكانٍ تمكّن والدُ مغنية الذي يعملُ بقّالاً من تحمُّل تكاليف السكن فيه، وكان الحيُّ الذي يتواجدُ فيه المنزل محوراً رئيسياً خلال الحرب الأهلية على الخط الأخضر. لا بدّ من أن مغنية قد استفاق مراراً خلال سنوات مراهقته على صوت المدافع وإطلاق النيران وأنّ منزله قد أُصيب منذ وقتٍ إلى آخر بالرصاص والشظايا"..
بالمجموعات المسلّحة من إعداد مؤسسة Praeger Security International.مقتطفات من الكتاب تتحدّث عن القائد الحاج عماد مغنية:
“... كان مغنية هدفاً ذا أهميةٍ بالغة؛ كان عنصراً رفيعاً في حزب الله ومُنسِّقاً موثوقاً ويُرجّح بأنّه كان ضمن مؤسّسي الحزب في الثمانينيات. علاوةً على ذلك، اعتقدت وكالات المخابرات وفرض القانون الغربية بشدةٍ أنّ مغنية يقفُ وراء عدّةٍ من الهجمات الإرهابية البارزة ضدّ أهدافٍ غربية. من الأرجح أنّه كان ثاني أهمّ شخصيةٍ في الحزب وقد منحه نصرالله بعد موته لقب "قائد النصرَيْن" تقديراً لدوره في حرب العام 2006 والانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000. بعد حرب 2006 التي أضعفت قدرات حزب الله بشكلٍ كبير، وُكّل مغنية بمسؤولية إعادة بناء القدرات العسكرية للجناح العسكري للحزب وتعزيزها من أجل التصدّي لإسرائيل في أيِّ مواجهةٍ مقبلة..."
"... خلال تشييع الحاج رضوان الذي حضره وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، ارتفعت حدّة خطاب حسن نصرالله وهو يعدُ بـ"حربٍ مفتوحة" مع إسرائيل. يبدو أنّ الإسرائيليين ظنّوا بأنّ "موته سوف يؤدّي إلى تدمير المقاومة...ولكنّهم مخطئون. دم عماد مغنية سوف يُخرجهم من الوجود"، وقد هدّد نصرالله بأنّه: "أيها الصهاينة، إذا أردتموها حرباً مفتوحة فليسمع كلُّ العالم: فلتكن حرباً مفتوحة..."
"... لمّح حزب الله باحتمال أن يكون الفشل في الردّ على اغتيال عماد مغنية "إرادة إلهية"، أي وجود خطةٍ إستراتيجية أكبر للانتقام أو أنّ جزءاً من الثأر هو إبقاء خطر الهجمات المحتملة حائماً فوق رأس إسرائيل. كما يُعبِّر ماثيو ليفيت، فإنّ "عدم وقوع الهجوم بهذه الحالة ليس علامةً على الفشل بل هو إشارة إلى خطة كبرى..."