قائد الانتصارات

"... تنقطع أخباره من جديد، مخلفاُ صراعاُ متصاعداُ بين فريق قطع بوجوده، وفريق آخر جزم بانه مجرد سراب، أما الفريق الأول فيبرر عجزه عن رصده أو ملاحقته بحس مغنية الأمني المرهف: وبدرته الفائقة على المراوغة والتخفي تارة، وتارة أخرى بأنه يجري كل عدة أعوام عمليات تجميل يغير بها كل ملامحه، وقالوا إنه غير اسمه، وقالوا قد تكون إقامته في أفريقيا أو إيران، وربما في الولايات المتحدة، بل قد تكون إقامته في إسرائيل نفسها. أما الفريق الثاني فرفض عملياً وموضوعيا الاعتراف بوجود شخص لا يوجد من يعرفه، لا يوجد من يحكي عنه قصة أو واقعة، ولا يمكن أن يستدل على صديق أو قريب أو جار رآه أو لمحه، بل كيف يمكن الإقرار بوجود شخص لا يمكن العثور له على صورة، فملفاته الدراسية وأوراقه الثبوتية في إدارات الدولة مفقودة، وحتى أمه لا تملك له صورة شخصية أو جماعية في أي مرحلة من مراحل حياته".