عماد مغنية الإنسان

" أثناء مطاردته من قبل مسلحين منتمين لـ «حزب البعث» العراقي قرب شارع الحمرا في بيروت، شاهدته امرأة، وآوته في بيتها المكوّن من غرفتين حيث قضى ليلته. وفي صبيحة اليوم التالي، ألبسته من ثياب زوجها العامل بهدف التخفي، وطلبت منه (من زوجها) مرافقته حتى خروجه من المنطقة وبلوغه مكانا آمنا. بعد مرور خمس عشرة سنة على الحادثة، ذهب برفقة الشخص الذي ينقل الرواية باحثا في ذلك الشارع عن المنزل، إلى أن وجده. المرأة ذاتُها فتحت الباب، فعرّفها بنفسه وذكرها بالحادثة وأخبرها أنه يريد شكرها على انقاذ حياته، فاستقبلته بكثير من الترحاب والدهشة والامتنان. وعلم في ما بعد أن ابنها الذي يعمل صيادا في مرفأ عين المريسة يملك قاربا صغيرا ويريد بيعه، فأرسل إليه من دفع ثمنه من دون أن يأخذه منه".