مقاوم يوماً…. مقاوم أبداً

" كان بإمكان عماد أن ينكفئ عن خط المقاومة بعد أن خرجت المقاومة الفلسطينية لبنان، وكان بوسعه أن يتراجع عن نهجه بعد تغييب معلمه الكبير سماحة الامام موسى الصدر ورفيقيه، وكان لديه من الذرائع ما يكفيه للانسحاب من حركة المقاومة منصرفا الى الاهتمام بشؤونه الخاصة بعد موجات اليأس التي أطلقها في أيامه الاولى الاحتلال الصهيوني لكل الجنوب وبقاع واسعة من الوطن عام 1982، لكن عماد، ككوكبة من أبناء جيله، آثر "التوغل" في المقاومة، واختار المقاومة نهج الحياة، مدركا نقاط الضعف الرئيسية في كيان العدو المجلب بالقوة ومظاهرها، مخططا لمواجهات وعمليات جعلت العدو يرى نفسه في مواجهة عقل استثنائي، و إيمان ثابت، وكفاءة غير محسوبة، وقدرات غير معهودة، وأساليب غير تقليدية، و شجاعة غير عادية، فكان من الطبيعي أن يجنّد كل طاقاته وامكاناته، ومعه حليفه الأميركي، من أجل مطاردة الرجل والعقل والكفاءة والقدرة والشجاعة في كل مكان".

يفاً، ويجعل النيل منه ضربة أليمة، قاسية، لئيمة وهي الأشد قسوة في تاريخ حزب الله. و«ضربة المعلّم» التي قام بها الإسرائيليّون بدت شديدة الاحتراف، وتنال احترام عماد مغنية لو كان على قيد الحياة، كما كانت ستترك فيه غضباً لا انفعالاً، وهو ما ميّز الرجل المختفي دوماً بين الناس يبحث برويّة عن أفضل السبل لـ«إزالة إسرائيل»".