لازمت شخصية القائد الحاج عماد مغنيّة الكثير من الصفات التي وضعته في التداول كشخصية عابرة للحدود والقلوب؛ الإبداع، الذكاء، المبادرة، دماثة الخلق، التواضع، القدرة العالية على توظيف الطاقات، …. لعلّ أكثر صفة تجلّت بعد استشهاده مباشرة هي الصفة التي جعلت كلّ حركته بعيدًا عن العلن هي “الصمت”..
بقي الحاج القائد عماد مغنية مدة 255 يوم من العمل المتواصل صامتاً. الصمت الذي يعتبره البعض لازمة طبيعية لعمله الأمنيّ كان أكثر من مجرد “لازمة”. يبدو أنّ هذا الصمت كان هُوية. إذ كان له بُعده الأخلاقي والدينيّ والفكريّ. وكان له تعريف آخر للكلام والإعلان. كان “الفعل” جُلّ كلامه.
دَوّى “عَلَن” الحاج بعد استشهاده بقدر ما حرص على الركون إلى”الظل” في حياته. وكأنّ ولادة جديدة “كانت” صبيحة الإعلان عن استشهاده أقرّ بها الجميع دون استثناء، الصديق والعدو. ولد هذا الرجل من رحم صمته في يوم إعلانه شهيدًا. كان مُدهشًا لكلّ مراقب تفاعل الجموع مع ولادته. عاش حياته في السرّ ووُلد ليُودع سٍرًّا في قلوب من أحبّوه ممّن عرفوه وممن لم يعرفوه.
سرّه ما فارقنا… سكننا، فأصبح سرّنا